responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 485
ليس تباعده تكبرا وعظمة، ولا دنوه لمكر ولا خديعة) ([487])

***

بعد أن سمعت هذه الكلمات العذبة الممتلئة بالأنوار امتلأت بهمة عظيمة دفعتني لأن أسير إلى هذه الإمام، والدموع تنهمر من عيني، وأنا ممتلئ بأشواق عظيمة.

ما إن رآني الإمام حتى قال: مرحبا بالتائب الذي يبحث عن الطهارة.

قلت: أنا بين يديك.. ولعل الله أطلعك من شأني ما يكفيني هم السؤال.

قال: أنت تبحث عن الترقي.. والترقي لا يكون إلا بالتصحيح.. فسر إلى أولياء القتيل.. وأخبرهم خبرك.. وكل ما فعلوه بك، فاعلم أنه مراد الله فيك.

قلت: أخاف أن يحبسوني.. ولعل ذلك يحول بيني وبين السير الذي أعزم عليه.

قال: ألم تسمع إلى الصديق، وهو يقول:﴿ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ﴾ (يوسف:33)؟

قلت: بلى..

قال: لم طلب يوسف السجن؟

قلت: لقد خير بين الرذيلة والسجن.. فاختار السجن.


[487] هذه الخطبة الجليلة مروية عن علي وقد ورد في خاتمتها أن هماما لما سمع هذه الموعظة صعق صعقة كانت نفسه فيها.. فقال علي أما والله لقد كنت أخافها عليه. ثم قال: هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها. فقال له قائل: فما بالك أنت يا أمير المؤمنين؟ فقال: (ويحك إن لكل أجل وقتا لن يعدوه وسببا لا يتجاوزه. فمهلا لا تعد لمثلها، فإنما نفث الشيطان على لسانك)

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 485
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست