responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 28
الرحلة رحلة علاج.. رحلة تكتشف فيها من قسوة محمد، وقسوة دينه ما يملؤك بالغثاء.. لترجع إلينا بعدها حبرا صالحا يمكنه أن يصير في يوم من الأيام خليفة من خلفاء بطرس وأولئك القديسين الكثيرين الذين جلسوا مجلسه.

***

في ذلك المساء امتلأت هما وغما لما ذكره لي أخي من مظاهر القسوة في الإسلام، فلذلك ذهبت ـ كعادتي في مثل هذه الأحوال ـ إلى الغابة التي تعودت أن ألتقي فيها بمعلم السلام.

لم أسر في الغابة إلا قليلا حتى رأيته، وهو يحمل حجارة يرمي بها حيوانا لم أتبينه، فأسرعت إليه، وقلت: ماذا تفعل؟.. لم أكن أتصور أن رجلا في مثل حكمتك يحمل الحجارة.

قال: لقد دفعتني الرحمة إلى حمل هذه الحجارة.

قلت: الرحمة لا تدفعك لحمل الحجارة.. لا يرمي بالحجارة إلا من قلوبهم مثل الحجارة.

قال: لقد رأيت حيوانا عاديا يهم بحيوان قاصر ضعيف.. وقد خيرت بين أن أترك الضعيف للقوي.. أو أصد القوي عن الضعيف.. وقد دلتني الرحمة أن أنتصر للضعيف من القوي.

قلت: نعم ما اخترت.. ولكن ألم تجد إلا الحجارة؟

قال: لم يكن لي خيار إلا الحجارة.. فالرحمة أحيانا قد تتطلب بعض القسوة.

قلت: لقد قال الشاعر العربي يعبر عن ذلك:

وقسا ليزدجروا ومن يك راحما

فليقس أحيانا على من يرحم

قال: صدق الشاعر.. فقد نظر إلى الحقيقة من بابها الصحيح..

نام کتاب : رحمة للعالمين نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست