responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 561
قال: وهو في كل شيء.. ليس للحاكم من دور سوى التنظيم والرعاية والحزم الذي يردع به أهواء النفوس..

قلت: والبرنامج الذي هو مشروعه؟

قال: ليس الحاكم هو الذي يضع البرنامج.

قلت: ومن يضعه إذن؟

قال: لقد علمنا نبينا أن ننزل الناس منازلهم.. فلذلك يتاح لكل جهة أن تضع المشاريع التي تحتاجها.. وليس للحاكم إلا أن يمدها بما تحتاجه.. وينظم تلك الحاجات.

قلت: لم كان الأمر كذلك؟

قال: حتى يبقى دور الحاكم محصورا وضيقا.. الشريعة الإسلامية ترى هذا.. لأن الاستبداد لا يأتي إلا من استيلاء الحاكم على كل السلطات.. وحينذاك تضيع الحقوق الكثيرة.

قلت: كيف تضيع؟

قال: عندما تتوقف المشاريع على الحاكم يصبح هم الناس البحث عن الحاكم الذي يقبل مشاريعهم.. وهنا يقع الصراع..

قلت: إن ما تقوله جميل.. ولكنه لا يصلح للمدنية المعاصرة.

قال: بل لا يصلح لها إلا هذا.. لقد طبق هذا في أجيال طويلة في بلاد المسلمين.. عزل فيها الحاكم إلا عن دوره التنظيمي الذي يحفظ به المجتمع من الفتنة.

قلت: قد يصلح ما تقول مع مجتمع كله يدين بالإسلام.. ولكنه لا يصلح مع مجتمع فيه أقليات.

نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 561
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست