responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 556
قال: هو مسمى كل الخلفاء الراشدين المهديين الذين جمع الله لهم بين عبوديته والقيام بشؤون عباده.. أولئك الذين سمعوا الله، وهو يقول :﴿ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾ (صّ:26).. فراحوا يفتشون عن كل هوى، وعن كل شهوة، وعن كل أنانية ليقمعوها، ليخلصوا لربهم ولعبودية ربهم.

قلت: إن مثل هؤلاء عزيز.

قال: يمكن للرعية الصالحة أن توفرهم.

قلت: كيف ذلك؟.. الرعية أعجز من أن تفعل ذلك.. هي كالغنم لا يمكن أن تختار راعيها.

قال: الرعية بشر لا غنم.. وللبشر من العقول والقلوب والأرواح.. ولها فوق ذلك من المدد الإلهي ما يجعل منها طاقة هائلة لا يمكن لأي قوة في الدنيا أن تحطمها.

قلت: متى ذلك؟

قال: عندما تتخلص الرعية من الأهواء.. ومن التحزبات الضيقة.. ومن المصالح المحدودة.. وعندما تتوجه بكليتها إلى الله يقيض الله لها وليا من أوليائه ليحول من ظلماتها أنوارا.. ومن آلامها سرورا.. ومن الزلازل التي تحت أرضها وفي سمائها سكينة وطمأنينة ووقارا.

قلت: ولكن كيف ترتضون حاكما يأتيكم من غير صناديق الانتخاب.. تلك الصناديق التي تعبر عن إرادتكم؟

قال: بل تلك الصناديق لا تعبر إلا عن القمع والاستبداد.. لقد أمضينا طول عمرنا ننظر إليها، فلم تطعمنا إلا الجوع، ولم تكسنا إلا البرد، ولم تغطنا بغير السماء.

نام کتاب : عدالة للعالمين نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 556
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست