إننا لا نملك وسيلة أخرى لمعرفة القواعد
التي لا تلين لوجوه نشاطنا العضوي والروحي؛ وتمييز ما هو محظور مما هو مباح؛
وإدراك أننا لسنا أحراراً لنعدل في بيئتنا وفي أنفسنا تبعاً لأهوائنا..
وما دامت الأحوال الطبيعية للحياة قد
حطمتها المدنية العصرية، فقد اصبح (علم الإنسان) أكثر العلوم ضرورة)([18])
صرخ رجل منا فرحا: ها هو كاريل قد أعطى
الحل.. وهو يغنينا عن الشريعة التي تحدثنا عنها.
نظر إليه خبيب بابتسامة عذبة، وقال: لا..
إنه دلنا على الشريعة..
قال الرجل: هو دلنا على (علم الإنسان)..
لا على الشريعة.
قال: وعلم الإنسان لن نجده إلا عند رب
الإنسان.. إن الله هو خالق هذه الآلة الإنسانية العجيبة.. وهو العالم بكيفية
حركتها، وبكيفية توجيهها، وبسبل كمالها، وبسبل هبوطها.. وهو بالتالي الوحيد الذي
له الحق في أن يشرع لها..
صرخ رجل آخر، وقال: إنك توقعنا بهذا في
حيرة أخرى.. فالشعوب كلها تعرف الله.. وكلها لها من الشرائع ما تزعم أن الله خصها
به.. فكيف تزعم أن ذلك خاص بشريعة الإسلام؟
لقد قرأت لمستر دالاس.. وهو وزير خارجية
أمريكا.. حديثه عن دور الكنيسة وإله الكنيسة في مقاومة انحراف الحضارة المادية..
والذي تجلى بصورته المثلى في الشيوعية التي يقوم نظامها الاجتماعي على أساس
(المذهب المادي) و(التفسير الاقتصادي للتاريخ)
لقد كتب في كتابه:( حرب أم سلام)، وفي
فصل بعنوان (حاجاتنا الروحية) يقول : (إن هناك