و
في عام 586م عقد مؤتمر لبحث إنسانية المرأة، ثم قرر المؤتمر بأغلبية صوت واحد بأن
المرأة إنسان خلق لخدمة الرجل.
و
بعد ظهور البروتستانت في القرن السادس عشر عقد اللوثريون مؤتمراً في (وتنبرج) لبحث
إنسانية المرأة.
التفت
إلى الجمع، وقال: هل يمكن لشريعة يحمل كتابها المقدس هذه النظرة عن المرأة.. ويحمل
رجال دينها بل قديسوها هذه النظرة القاسية الجائرة.. هل يمكن لشريعة مثل هذه أن
تكون شريعة عادلة مع هذا الجانب المهم المشكل للمجتمع الإنساني.
التفت
إلي، وقال: بمجرد أن عرفت كل هذا استحييت من أن أدين بشريعة يدين بها هؤلاء.. لقد
رأيت أن الله أعظم رحمة وعدلا من أن يحكم على هذا الكائن الإنساني بكل هذه القسوة..
بعد
أن يئست من أن أجد في الكتاب المقدس الشريعة العادلة رحت أبحث في القرآن..
أصدقكم
القول أني لم أبدأ ببحثي فيه إلا وأنا ممتلئ بشبهات كثيرة كانت تقف حجبا بيني
وبينه.. لكن الله أعطاني القوة، فحطمتها جميعا، ولم أبق أثناء قراءتي للقرآن
الكريم وللنصوص المقدسة التي نطق بها محمد (ص) إلا عقلي.. ذلك البرنامج الذي برمجني
الله به لأميز الخبيث من الطيب، والحق من الباطل.
وكان
أول ما شدني في القرآن الكريم هو تلك النظرة المحترمة للكائنات جميعا.. الإنسان
والحيوان.. والنبات والجماد.. وكل شيء.. فالكل خلق الله.. والكل مسبح لله.. وليس
هناك شيطان إلا الشيطان الذي رضي بمحض إرادته أن يصير شيطانا.
لقد
قرأت في القرآن الكريم عن الحيوان.. بل عن البعوض قوله تعالى :﴿ إِنَّ اللَّهَ لا
يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا
الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ
كَفَرُوا