لقد
أوحت هذه النصوص للآباء والقديسين في ملتنا النصرانية بأن يفرضوا على المرأة شريعة
مملوءة بالجور والظلم والإجحاف.. لقد قال القديس ترتليان (ق3) إثر تشبعه بأمثال
تلك النصوص المقدسة عن المرأة: (إنها مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان، ناقضة
لنواميس الله، مشوهة لصورة الله (الرجل).. و يقول بعد حديثه عن دور حواء في
الخطيئة الأولى:( ألستن تعلمن أن كل واحدة منكن هي حواء؟!…أنتن المدخل الذي يلجه الشيطان..لقد دمرتن
بمثل هذه السهولة الرجل صورةَ الله)
ومثله
قال القديس سوستام عن المرأة: (إنها شر لا بد منه، و آفة مرغوب فيها، و خطر على
الأسرة و البيت، و محبوبة فتاكة، ومصيبة مطلية مموهة)
ومثلهما
قال القديس جيروم (ق5) في نصيحته لامرأة طلبت منه النصح: (المرأة إذن هي ألد أعداء
الرجل، فهي المومس التي تغوي الرجل إلى هلاكه الأبدي، لأنها حواء، لأنها مثيرة
جنسياً)
أما
القديس أوغسطين (ق 5)، فيتساءل : ( لماذا خلق الله النساء؟).. ثم يجيب : (إذا كان
ما احتاجه آدم هو العشرة الطبية، فلقد كان من الأفضل كثيراً أن يتم تدبير ذلك
برجلين يعيشان كصديقين بدلاً من رجل و امرأة).. ثم تبين له بعد بحث مضن أن العلة
من خلقها هي فقط إنجاب الأولاد، و منه استوحى لوثر فقال: (إذا تعبت النساء أو حتى
ماتت فكل ذلك لا يهم، دعهن يمتن في عملية الولادة، فلقد خلقن من أجل ذلك)
ولم
يكتف هؤلاء القديسون بهذه التصريحات الجائرة.. بل راحوا يعقدون المؤتمرات الغريبة
للبحث عن حقيقة هذا العنصر الغريب الذي يسمونه (المرأة )، ففي القرن الخامس عقد
مؤتمر ماكون للنظر هل للمرأة روح أم لا؟ وقرر المؤتمر خلو المرأة عن الروح الناجية..
و قال القديس جيروم: (المرأة عندما تكون صالحة تكون رجلاً).. أي أنها تشذ عن
مثيلاتها الإناث فتصير مثل الرجال.