قال:
لقد شرفني الله.. فالتقيت ببعضهم.. وسأحكي لك في رحلة اليوم حديثي معهم.
قلت:
من هم؟
قال:
عشرة رجال.. كان كل واحد منهم جبلا من جبال الهمة والعزيمة والصدق والإخلاص.
قلت:
فهل أعرفهم؟
قال:
الكل يعرفهم.. فما نهض أحد لخدمة العدل والدعوة إليه إلا ملأ الله القلوب إقبالا
عليه ومحبة له.
قلت:
فحدثني حديثهم.
قال:
سأبدأ حديثي من الأول.. فلا يفهم الآخر إلا بالأول.
***
اعتدل الغريب في جلسته، وحمد الله
وصلى وسلم على نبيه a مستغرقا في كل ذلك، ثم قال: كانت
بداية رحلتي إلى العدالة الإلهية التي مثلها رسول الله a، ومثلها ورثته من
أئمة هذه الأمة، أني في ليلة من الليالي، وفي بيتي في تلك المدينة المتحضرة من
أوروبا، قعدت أتفرج على التلفاز، فإذا بي أرى فيلما وثائقيا يعرض صورا لأيد تقطع،
وأرواح تزهق، وظهور تجلد، وأفواه تكمم، وقمع ليس بعده قمع.. ثم يعرض بعد ذلك بعض
دعاة المسلمين، وهو يدعو ـ بنبرته القوية الممتلئة بالأصداء ـ الحكام إلى المزيد
من التسلط والاستبداد، ويدعو الرعية في نفس الوقت إلى