قلت:
لا.. لم يعذرهم الله.. ولم تعذرهم ملائكة الله.. بل ذكرت لهم أنه كان بإمكانهم أن
يهاجروا في الأرض، ليظفروا فيها بالأرض التي تعينهم على طاعة الله.
قال:
وهكذا لن يعذر كل أولئك الخاملين الذين تلذذوا بالسياط التي تلهب ظهورهم إلا إذا
مدوا أيديهم للأيدي التي تريد أن تنتشلهم.
قلت:
وأين مثل هذه الأيدي؟.. لقد قطعت.. ولم نعد نسمع إلا بأسماء أصحابها، ونترحم
عليهم.
قال: جل جناب ربك أن يخلي الأرض من قائم
له بالحجة.. ألم تسمع قوله (ص): (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون) ([4])
قلت: بلى.. وقد سمعت معه قوله (ص): ( لن يبرح هذا
الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة) ([5])
قال:
فكما لم تخلو الأرض من ورثة للنبي (ص).. وكما لم تخلو من هداة يدعون إلى الله على سنة رسول الله (ص).. فكذلك لن تخلو الأرض من دعاة للعدالة
التي جاء بها الإسلام.. لينقذ البشرية