قال: أريد أن أبين لكم العلاقة بين
التنظيمات والدستور.. فالدستور الإلهي دوره أن يبين فطر الأشياء وحقائقها حتى لا
يتلاعب الساسة بها.. وأما التنظيمات، فدورها أن تجعل صورة الحياة جميلة حية ممتلئة
بالسعادة.
قلنا: فما علاقة هذا بالنظام السياسي
الإسلامي؟
قال: كما أن الإسلام تشدد في دستوره الذي
يحفظ حقائق الأشياء، فإنه في مقابل ذلك تفتح تفتحا تاما على كل ما يخدم الحياة من
تنظيمات.. فالحياة لا تستقيم إلا بالتنظيمات الصالحة التي تيسر للرعية حياتها.
لقد أشار رسول الله (ص) إلى ذلك حين قال:(
إن الله يحب إذا عمل أحدكم العمل أن يتقنه)([92])
واعتبر رسول الله (ص) الإحسان أصلا من
أصول الدين وقمة من قممه، فقال : (إن الله كتب الإحسان على كل شيءٍ، فإذا قتلتم
فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته)([93])
ولذلك.. فإن جميع التنظيمات الصالحة التي
تيسر تحقيق العدالة واجبة من جهة دخولها في الإحسان الذي أمرنا الله به.. بل كتبه
علينا في كل شيء.
ولذلك.. فإن النظام السياسي في الإسلام
يطلب من ولي الأمر البحث عن كل إبداع في هذا الباب.. ويطلب منه أن يستخدم جميع
الوسائل التي تيسر عليه تحقيق العدالة التي لا ينتظم شأن
[92] رواه أبو
يعلى والعسكري، وابن أبي خيثمة والبغوي وابن قانع وروي بلفظ: (أن يحكمه)