هذه نماذج عن بعض بيعات المؤمنين لرسول
الله (ص).. وهي دليل على أن
من سنة الحاكم الراشد أن يبادر كل حين طالبا بيعة رعيته على حسب الأحوال المختلفة.
قال رجل منا: ما الحاجة للبيعة كل مرة..
ألا يكفي الحاكم أن يبايع مرة واحدة؟
قال الحسين: لا يكفي الحاكم الراشد أن
يبايع مرة واحدة.. فهو قد يحكم رعيته في ظرف معين.. ثم تجد ظروف أخرى، وقد يضع لها
الحاكم من البرامج ما يتناسب معها.. ولذلك يحتاج أن يأخذ رأيهم كل حين حتى يقفوا
مع ما يريد أو يخالفوه..
قال الرجل: إذن ما أسرع أن يعزل هذا
الحاكم في رعية لا تعرف إلا أهواءها.
قال الحسين: لا يستطيع الحاكم أن يحكم
رعية لا تثق فيه ولا تتقبله وليس لها من العزم ما تستطيع به أن تنفذ ما يطلبه منها
مما تقتضيه السياسة.
قلنا: عرفنا المسؤولية الأولى.. فما الثانية؟
قال: المسؤولية الثانية هي الطاعة في
المعروف.. فالرعية التي بايعت الإمام ينبغي أن تخلص لبيعتها.. فتنفذ ما تقتضيه من
طاعته ما دام يطيع الله.. لقد ذكر الله تعالى ذلك، فقال :﴿ إِنَّ الَّذِينَ
يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ
فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ
عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ﴾ (الفتح:10)