قلنا: فما الركن الثالث من أركان النظام
السياسي الإسلامي؟
قال: الرعية.. الرعية هم الذين يتشكل
منهم نظام السياسة في الإسلام.
قلنا: وفي غير الإسلام.. فلا يمكن أن
يكون هناك نظام من غير رعية.
قال: لا أقصد بالرعية الشعب المجرد عن
حرية الرأي، وقوة الإرادة، ونفاذ العزيمة.. بل أقصد الشعب الممتلئ بالحرية والوعي والقدرة
على أن تكون له إرادته الحرة التي يهابها الحاكم، ويحسب لها حسابها.. بل لا يمكن
للحاكم أن يحكم الرعية من دونها.
قلنا: تقصد الانتخاب؟
قال: لا أقصد الانتخاب وحده.. بل أقصد كل
ما يربط الرعية براعيها حتى عزله إن أرادت.
قلنا: أفي الإمكان ذلك؟
قال: أجل.. بل يجب على الرعية أن تعمل
على عزل راعيها إن أساء..
قلنا: نرى أن للرعية شأنا في النظام
الإسلامي.. فما هو؟.. وما منطلقاته؟
قال: للرعية في النظام السياسي الإسلام
أربع مسؤوليات([80]): البيعة لمن توفرت
فيه الأهلية.. والطاعة في المعروف.. والمعصية في المنكر.. وعزل من لم تتوفر فيه
الأهلية.
[80] سنرى مسؤوليات
أخرى للرعية في فصل (المسؤولية) من هذه الرسالة.