ولذلك ليس على أي طرف من الأطراف أن يفرض
قناعته على غيره.
ابتسم الحسين، وقال: أعلم أن لك تأثرا
بالمستشرقين.. فأجبني عما أسألك عنه.
أرأيت لو أن شخصا قال لك: إن في المسيحية
نظريتين في الألوهية: إحداهما تقول (الآب والابن وروح القدس)، والثانية تقول ( لا
إله إلا الله).. فهل تصدق هذا؟
قال: حسب معلوماتي.. فإن المسيحيين
متفقون في الآب والابن ورح القدس.. ويختلفون في طبيعة المسيح.. ويختلفون في..
قال الحسين: دعني من اختلافهم.. أسألك عن
اتفاقهم في كلمة (الآب والابن وروح القدس)،
قال: هم متفقون فيها.
قال الحسين: وآريوس أسقف كنيسة بوكاليس
في الإسكندرية (250 ـ 336 م) لقد كان مخالفا لهذا.. وقد كان له ألوف الأتباع ممن
عرفوا بالآريوسيين... وقد بقي مذهبهم التوحيدي حيا لفترات زمنية طويلة...
قال: هم مع ذلك محدودون.. وقد أكلهم
الدهر.. ولا يصح اعتبار مذهبهم خرقا للمسيحية.
قال الحسين: وما تقول في يوزيبيوس
النيقوميدي أسقف بيروت، الذي نقل لنيقوميديا عاصمة الإمبراطورية الشرقية، و كان من
أتباع لوسيان الأنطاكي، وقد كان من أصدقاء آريوس.
قال: أنت تتحدث عن تواريخ بائدة لا ندري
صحة ما نقل منها، فكيف تريد أن تخرق بها