وهو نظام ينطلق من وجود الخليفة الصالح
الحفيظ العليم الذي يكون قدوة لرعيته في تطبيقها لأحكام ربها، قال تعالى :﴿ يَا
دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ
بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ
الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا
يَوْمَ الْحِسَابِ) (صّ:26)
وهو نظام ينطلق من وجود رعية حكيمة واعية
تطيع أميرها لطاعته لله وتعينه على ذلك.. فهي تتخذه إماما يصلي بها كما أمر الله..
وهو نظام ينطلق من وجود برامج تنظيمية
تيسر تحقيق العدالة التي أمر الله بها، وجعل الهدف الأكبر لسياسة العباد.
قال رجل منا: ألا ترى أن ما ذكرته مجرد
مبادئ عامة في السياسة.. أما السياسة في حقيقتها فهي أعظم من ذلك، وأشد تعقيدا([76]).
ابتسم الحسين، وقال: لقد خلق الله الحياة
بسيطة.. فلا يصح أن نعقدها.
قال الرجل: ولكن المعقد يبقى معقدا.. ولا
يستطيع أحد في الدنيا أن يجعله بسيطا.. وإلا حوله عن أصله الذي خلقه الله عليه.
قال الحسين: لقد خلق الله كل شيء على
الفطرة.. والفطرة ليس فيها ما تذكره من التعقيدات..
التعقيد يأتي من الذين يريدون أن
يتلاعبوا بالحقائق.. ليغشوا الرعية ويسرقوها.
[76] من القائلين
بهذا علي عبد الرازق في كتابه (الإسلام وأصول الحكم).. ذلك أنه قال عن نظام الحكم
زمن النبي (ص): (إنه كان موضع غموض وإبهام وخفاء ولبس)