قال رجل منا: دعنا من الحديث عن الحسين
بن علي.. وحدثنا عنك.
قال: أنا أحقر من أن أضيع أوقاتكم
بالحديث عن نفسي.. ولذلك أسمحوا لي أن تكون كلماتي الأخيرة التي أقولها في هذه
الدنيا هي الكلمات التي خرج الحسين من أجلها..
لقد قام الحسين وأصحابه.. واسترخصوا
نفوسهم في ذات الله، من أجل أن يبقى للنظام الذي جاء به محمد (ص) نقاءه وصفاءه
وطهارته..
لقد جاء المستبدون بعقول الجاهلية..
وأرادوا أن يحولوا من الإسلام دينا يدع لقيصر ما له وما ليس له.. لكن الحسين
وإخوانه في كل زمان كانوا يقفون في وجه هذا الفهم الخاطئ للدين.. فالدين ليس قيما
رفيعة فقط يمكن لأي شخص أن يقوم بها بمفرده..
لا.. إنه فوق ذلك كله نظام.. نظام يشمل
جميع المؤسسات: السياسية، والاقتصادية، والتعليمية، والاجتماعية، والإصلاحية،
والقضائية، والعسكرية.. وغيرها من المؤسسات.
قال رجل منا: فحدثنا عن النظام السياسي
في الإسلام..
قال آخر: لم أسمع أن هناك في الإسلام شيء
اسمه (نظام سياسي)
قال آخر: بلى.. هناك نظام سياسي.. وهو
نظام ملكي.. تتوارثه العائلات الكبرى.. كان من بينها بنو أمية.. ثم بنو العباس..
ثم بنو عثمان.. وكان من بينها بنو الأحمر، وبنو الأصفر..
قال آخر: لا.. هو نظام يعتمد العصبية
والقوة.. فمن كانت له العصبة والقوة كانت له