قال الرجل: فمهمة الشريعة إذن ـ على حسب
ما يبدو من قولك ـ هي الحفاظ على فطرة الإنسان.
قال خبيب: بورك فيك.. وهي بالتالي تجمع
بين الواقعية والمثالية.. فالواقع الحقيقي للماء هو كونه طاهرا لا ملوثا.. ولذلك
فإن المشرع الحقيقي هو الذي يستعمل كل الوسائل للحفاظ على طهارة الماء.. ويضع
القوانين التي تمنع تلويثه.
قال الرجل: فما القوانين التي وضعتها
الشريعة لمنع تلوث الإنسان؟
قال خبيب: الشريعة كلها بجميع تفاصيلها
لم توضع إلا لمنع تلوث الإنسان.. لقد نص القرآن الكريم على أن هذا من وظائف الرسل
الأساسية.. فالله تعالى يقول :﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً
مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الجمعة:2)
لقد تكرر هذا المعنى في مواضع من القرآن
الكريم.. ففي سورة البقرة، قال الله تعالى على لسان إبراهيم وإسماعيل ـ عليهما
السلام ـ :﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ
آيَاتِكَ وَيُعَلّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ
العَزِيزُ الحَكِيمُ ﴾ (البقرة:129)