مثله مثل ما ورد في المادة الثانية عشرة
من ذلك الإعلان، والتي تنص على أنه:( لا يتعرض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو
مسكنه أو مراسلاته، أو لحملات على شرفه وسمعته، ولكل شخص الحق في حماية القانون من
مثل هذا التدخل أو تلك الحملات)
فشيء مهم أن يُحمى الإنسان في شرفه
وسمعته بمقتضى القانون، لكن ما هو الأولى بالعناية والحماية: هل هو وجود هذا الشرف
وبقاؤه بقاءً حقيقيًا، أم هو مجرد ادعاء الشرف واللجوء إلى القانون لحماية هذا
الادعاء.
بل أكثر من هذا: كيف نبقي فكرة الشرف
والسمعة موجودة وذات اعتبار لدى الناس؟ وإلا فقد لا نجد من يعتبر أن له شرفًا
وسمعة، أو أن هناك شيئًا حقيقيًا ومصلحة حقيقية اسمها الشرف والسمعة، خاصة إذا لم
يكن يترتب عليهما درهم ولا دينار، ولا سجن ولا تعذيب؟
قال الرجل: لعلك لم تقرأ ما ورد في
الفقرة الثانية من المادة (26) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. لقد جاء فيها :
(يجب أن تهدف التربية إلى إنماء شخصية الإنسان إنماءً كاملاً)
ابتسم خبيب، وقال: هذا جميل.. وقد قرأته
وفرحت به.. لكني صدمت بعد ذلك بالحقيقة المرة.
قال الرجل: ما هي؟
قال خبيب: لقد رأيت أن هذا الإنماء
الكامل وقع مبهمًا ومفتوحًا على جميع الاحتمالات، بينما لم يكن بيانه وضبطه يتطلب
أكثر من كلمتين أو ثلاث، لو أضيفت لكانت هذه الجملة -على ضآلتها- إضافة نوعية إلى
ثقافة حقوق الإنسان ومواثيق حقوق الإنسان.
غير أن المشكل الأكبر والأخطر لا يكمن في
الأدبيات والمواثيق الحقوقية الكلاسيكية، وإنما يكمن في الممارسات والتطورات
الجارية اليوم باسم حقوق الإنسان، وإن كانت تعتبر امتدادًا