الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10
ديسمبر 1948م.. لقد كان ذلك الإعلان أكثر نضجًا وتوازنًا من كل ما سبقه([72]).
لقد تحدث هذا الإعلان بتفصيل عن حقوق
الحرية، والمساواة، والحياة، والسلامة البدنية، والمحاكمة العادلة والعلنية،
والإقامة، والتنقل، واللجوء هربًا من الاضطهاد، والتملك، وتقلد الوظائف العامة،
والشغل، والأجر العادل، وحق الراحة والتمتع بأوقات الفراغ، والصحة، والرفاهية،
والخدمات الاجتماعية، ومنع التعذيب والاعتقال التعسفي والنفي والمعاملة القاسية أو
الوحشية.
ابتسم خبيب، وقال: إن هذا كله جيد ولا
غبار عليه، ولكن الحقوق والتدابير التي تعتني بالإنسان وبجوهر الإنسان، وبالأبعاد
السامية للإنسان، والتي تجعل الإنسان إنسانًا، وتجعله أكثر ارتقاءً وسموًا.. كل
هذا غائب من هذا القانون..
قال الرجل: كيف تقول بغيابه.. والمادة
الأولى من ذلك الإعلان حين تتحدث عن كون الناس يولدون أحرارًا متساوين في الكرامة
والحقوق، تضيف : (وقد وُهبوا عقلاً وضميرًا).. ألست ترى في هذا اهتماما بضمير
الإنسان وعقله؟
قال خبيب: أجل.. ولكن.. هل ترى في
القوانين الموضوعة ما يحفظ العقل والضمير أو يطالب بالمحافظة عليهما أو يندد
بتضييعهما وتخريبهما..
إن كل ذلك لا يوجد.. ولذلك كان ذلك
الكلام مجرد جعجعة في طحين..
[72] استفدنا الكثير
من المعلومات الواردة هنا من كتاب (حقوق الإنسان محور مقاصد الشريعة)، للأستاذ
الدكتور أحمد الريسوني، والأستاذ الدكتور محمد الزحيلي، والأستاذ الدكتور محمد
عثمان شبير، تقديم بقلم :عمر عبيد حسنه.. (وهو من سلسلة
(كتاب الأمة)