أجيبوني.. هل يمكن لوالد مثل هذا أن يربي
ولده.. أو يعلمه.. أو يجعل منه نشئا صالحا؟
قال رجل منا: إن نسبة نجاح هذا الولد في
حياته ضعيفة جدا.. فالتدليل عادة يصرف الولد عن عظائم الأمور مما لا يطيقه إلا
أصحاب الهمم العالية.. فما أسهل على هذا الولد أن يصرخ باكيا رافضا للدراسة.. أو
رافضا لأي مطلب من مطالب أهل الهمم.
قال خبيب: فمن ترونه سببا فيما وقع له؟
قلنا جميعا: لا شك أنه والده.
قال: أتدرون لم؟
قلنا: لأنه أعطاه هواه.. ولم يرفعه إلى
المثل العالية التي يطمح لها أصحاب الهمم.
قال: لقد كان هذا هو الذي جعلني أعتقد
بأن الشريعة الحقيقية لا تكفي أن تكون شريعة واقعية.. فقد تكون واقعيتها سبب
انحرافها.. لأنها ستجري بذلك وراء الأهواء المختلفة تلبيها بحجة واقعيتها.
قال رجل منا: وأي حرج في أن تجري الشريعة
وراء الأهواء.. ما دامت تلك الأهواء مشروعة؟
لقد شهد العالم خلال القرون الثلاثة
الأخيرة([71])، تقدماً كبيراً شمل
جميع مرافق الحياة، ورقياً فكرياً مذهلاً استطاع به الانسان أن يسبر أعماق البحار،
ويضع قدمه على جبين الأقمار وتغيرت،
[71] انظر في هذا
مقالا جيدا بعنوان (الحضارة والأخلاق ودورنا المطلوب)