قلنا: عرفنا واقعية مصادر الشريعة
الإسلامية.. فحدثنا عن واقعية الأحكام الإسلامية.
قال: لقد وجدت من خلال بحثي في فروع
المسائل التي ذكرها الفقهاء أنها جميعا تنقسم إلى قسمين: قسم يمثل الثبات والخلود..
وقسم يمثل المرونة والتطور.
أما القسم الأول.. فنجده في العقائد
الأساسية الكبرى التي جاء الإسلام لتقريرها.. ونجده في الأركان العملية من إقام
الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام وغيرها.. ونجده في المحرمات
اليقينية من قتل النفس وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات الغافلات
المؤمنات، والتولي يوم الزحف والغصب والسرقة والغيبة والنميمة وغيرها.. ونجده في أمهات
الفضائل من الصدق، والأمانة، والعفة، والصبر، والوفاء بالعهد، والحياء وغيرها من
مكارم الأخلاق التي اعتبرها القرآن والسنة من شعب الإيمان.
أما القسم الثاني.. فنجده في الفروع
التفصيلية الكثيرة المرتبطة بهذه الجوانب وغيرها.. وهي مما اختلفت فيها الأعصر
والبلدان والفقهاء..
قال ذلك.. ثم نظر إلى السماء، وقال: لا
أجد مثالا يقرب هذه الشريعة في ثباتها وحركتها في نفس الوقت كمادة هذا الكون..
سواء كانت هي الذرة أو الإشعاع البسيط المنطلق عند تحطيمها، أو أية صورة أخرى.
إنها من حيث حقيقتها ثابتة الماهية..
ولكنها مع ذلك تتحرك، فتتخذ أشكالاً دائمة التغير والتحور والتطور.
فالذرة ذات نواة ثابتة تدور حولها
الإلكترونات في مدار ثابت.