قلت له، وقد
ملأني بالرعب: إلى أي عقل تحتكم في كل هذه الدعاوى.
ضحك ضحكة
مدوية، ثم قال:عن أي عقل تتحدث.. العقل أعجز من أن يدرك حقيقة الوجود.
قلت: لا أقصد
ما فهمت.. بل أقصد المنطق العقلي.. ومبادئ الفكر التي تتيح لنا أن نرسل بأحكامنا.
قال: لا وجود
لشيء اسمه (مبادئ الفكر).. إنها ليست سوى سراب من الأوهام.. نعم هي قد تكون ضرورية
لحياة الناس، ولكنّها لا تستطيع بحال من الأحوال أن تعبّر عن الحقيقة، ولا أن تعبر
إليها.
قلت: إذا لم
نسلم لمبادئ الفكر.. فهذا يغني إلغاء العقل.
قال: العقل في
حياة الإنسان لا حاجة إليه.. بل هو خطر.. والذي يمكن تصوّره عقلياً لا بد أن يكون
وهماً لا حقيقة له.
قلت: هل ترى
أن الحياة تسير من دون عقل؟
قال: لاشك في
ذلك..
قلت: فلا وجود
لعالم الحقائق إذن في هذا الوجود؟
قال: كما لا
وجود لعالم الظواهر.. كلاهما عوالم وهمية.