فالرزاق هو الذي يتولى تنفيذ
الأرزاق لحظة بلحظة.. رزق الخلائق عليه فليس لهم اعتماد في الرزق إلا عليه، ضمن
رزقهم وسيؤديه كما وعد، ودورهم فقط أن يعبدوه ولا يشركوا به أحدا، قال تعالى :﴿
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن
رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو
الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ (الذاريات:57)، وقال:﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ
لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى
اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ
لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرا ) (الطلاق:3)، وقال:﴿ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ) (الشورى:12)
***
ما إن وصل
محمد من حديثه إلى هذا الموضع حتى سمعنا صوتا يصرخ في البرية بأن أمة محمد مهددة
بحرب داخلية مدمرة.. فما إن سمع محمد ذلك حتى تغير وجهه.. ثم قام مسرعا، وهو يصيح:
لبيك ربي.. لبيك ربي.
تعجبت من قوله
هذا.. فسألت بعض من مر بنا عنه.. فأخبروني بأنه رحل إلى هذه البلاد..
مكثت مدة
أحاول أن أتسلى عن صحبته لكني لم أطق.. لقد صارت ذكراه ذكرا لربه.. لقد أشعل في
قلبي من نيران الأشواق ما كامنا.. وقد جاءت بي الأشواق إلى هذه البلاد.. وها أنتم
ترون ما حصل لنا.