(جماعة يسرائيل) أن يصنعوا له مكاناً مقدَّساً
ليسكن في وسطهم (خروج 25/8)، كما يسير أمام جماعة يسرائيل على شكل عمود دخان في
النهار كي يهديهم الطريق، أما في الليل فكان يتحول إلى عمود نار كي يضيء لهم (خروج
13/21/22).
وهو إله
الحروب (خروج 15/3 ـ 4) يعلِّم يدي داود القتال (صمويل ثاني 22/30 ـ 35)، يأمر
اليهود بقتل الذكور، بل الأطفال والنساء (عدد 31/1 ـ 12)، وهو إله قوي الذراع يأمر
شعبه بألا يرحم أحداً (تثنية 7/16 ـ 18)، وهو يعرف أن الأرض لا تُنال إلا بحد
السيف. ولذا، فهو يأمر شعبه المختار بقتل جميع الذكور في المدن البعيدة عن أرض
الميعاد، ( أما سكان الأرض نفسها فمصيرهم الإبادة ذكوراً كانوا أم إناثاً أم
أطفالاً) (تثنية 20/10 ـ 18) وذلك لأسباب سكانية عملية مفهومة.
والمقاييس
الأخلاقية لهذا الإله تختلف باختلاف الزمان والمكان، ولذا فهي تتغيَّر بتغير
الاعتبارات العملية، فهو يأمر اليهود (جماعة يسرائيل) بالسرقة، ويطلب من كل امرأة
يهودية في مصر أن تطلب من جارتها ومن نزيلة بيتها (أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثياباً
وتضعونها على بنيكم وبناتكم فتسلبون المصريين) (خروج 3/22)
وهكذا، فإننا
نجد منذ البداية، أن فكرة الإله الواحد المتسامي تتعايش مع أفكار أخرى متناقضة
معها، مثل تشبيه الإله بالبشر، ومثل فكرة الشعب المختار، فهي أفكار تتناقض مع فكرة
الوحدانية التي تطرح فكرة الإله باعتباره إله كل البشر الذي يسمو على العالمين.
وفي إطار هذه
الرؤية للإله ليس من الغريب أن يسقط أعضاء جماعة يسرائيل في عبادة العجل الذهبي
(ويتزعمها هارون أخو موسى)([478])،
وأن يقبل العهد القديم عناصر وثنية مثل الترافيم
[478] حسبما ينص الكتاب المقدس..
أما القرآن الكريم فهو يبرئ هارون ، وينسب العبادة
للسامري.