من
الماء اللازم لرّي أراضيهم وزراعة محاصيلهم بسبب ذلك.
***
قام آخر،
وقال: أما أنا، فقد بحثت فيما تفعله هذه المدنية بإخواننا على هذه الأرض من
الحيوانات.. فوجدت العجب العجاب.. لقد رأيت أن معدل انقراض الحيوانات البرية وصل
إلى مستوى قياسي، فبعد أن كان ينقرض منها صنف واحد كل عشر سنوات بين عامي
1600-1950، أصبح انقراض الأصناف البرية أسرع بـ 50-100 مرة من الانقراض الطبيعي،
وهذا يهدد بحدوث فجوات كبيرة في شبكة الحياة.
فالكثير من
الحيوانات الفقرية اليوم إما نادرة أو مهددا بالانقراض.. بالإضافة إلى أن الثروة
السمكية في البحار والمحيطات تتعرض اليوم إلى الاستنزاف ؛ إذ تصاد سنويا كميات
كبيرة منها، لذا بات ربع الاحتياطي مستنزف أو في خطر الاستنزاف و44 بالمائة يصاد
على حساب حدوده البايولوجية.
سكت قليلا، ثم
قال: ليت الأمر توقف عند حد الانقراض.. لقد وصل الأمر بهذه المدنية إلى أن تتلاعب
بالفطرة السليمة للحيوانات.. فراحت تطعمها السموم لكي تكتنز لحما وشحما.. فكان
عاقبة ذلك أن تمردت الحيوانات التي لم تتعود التمرد.. لعلكم سمعتم بجنون البقر.
قال أحدهم:
سمعنا به.. ولكنا لا نعرف قصته بالضبط.
قال: قصة هذا
الداء بدأت عندما ظهرت في وقت سابق أعراض غريبة على قطعان الخراف البريطانية، وعرف
العلماء ما أسموه آنذاك المرض الأكَّال.. لأن الخراف المصابة به تقضي الساعات
الطوال، وهي تحك نفسها على أعمدة حظائرها، وجرى البحث عن أسباب المرض، فاكتشف
المحققون أن عظام الخراف وسقطها، تطحن وتقدم كمكملات بروتينية في علف