فمثلا فقدت
الغابات المدارية الرطبة 75000 كم2 من مساحتها في 1979 و 142000 كم2 في 1989 وبهذا
ارتفعت نسبة الفقد إلى 90 بالمائة.
إن هذه
الغابات التي يتلاعب بها تحتوي على50 بالمائة من التنوع البيولوجي الباقي في
العالم.. وعند استمرار معدلات القطع الحالية يمكن أن تختفي الغابات المدارية
الأولية الباقية في غضون 50 سنة.. وما لم يتوقف أو يتباطأ بشكل أساسي معدل الفقدان
الجيني للنباتات في العالم فإن 60,000 صنفا نباتيا ـ يمثل حوالي ربع مجموع
الأصناف في العالم ـ يمكن أن يفقد في حلول 2025.
أذكر أني كنت
أعيش في غابة من الغابات قبل أن تأتي الأيادي الملوثة بالصراع لتدمر الحياة التي
كنا نعيشها مع إخواننا من النباتات والحيوانات.. لقد صحت فيهم، وهم يقطعون
الأشجار، ويحرقونها: لم تفعلون هذا؟
قالوا: لأجل
الحياة.
قلت: لأجل
الحياة !؟.. إن النبات هو الحياة.. ولو غاب النبات غابت الحياة كلها.. ألا تعلمون
أن النبات هو المثبت الرئيسي للطاقة الشمسية.. فكل نبات من بلايين البلايين من
النباتات الأرضية عبارة عن مفاعل حيوي لتثبيت الطاقة الشمسية، وهو لذلك مصدر
الطاقة الرئيس على الأرض.
والنبات هو
الصانع الرئيس للغذاء والدواء على الأرض، فالنبات يستغل الطاقة الضوئية، والماء، وثاني
أكسيد الكربون ليكون لنا وللكائنات الحية غير ذاتية التغذية([431]) الغذاء
المتناسب مع حاجاتنا المختلفة..
[431] أي غير القادرة على تصنيع
غذاءها من خاماته الأولية كما يفعل النبات.