قال آخر: ما
المخاطر التي يسببها هذا التلوث الصوتي؟
قال: لقد
وجدنا من خلال البحث المستقرئ للواقع أن للضجبج تأثيرا خطيرا على صحة الإنسان، فهو
يلعب دوراً هاماً في ارتفاع نسبة أمراض القرحة المعدية، والجملة العصبية النفسية
وأمراض القلب الأوعية الدموية.
ففي المجتمعات
الأوربية يعاني وسطياً كل( 4 ) رابع رجل وكل(3) ثالث امرأة من العصبية الناتجة عن
الضجيج والصخب المرتفعيين.
ووفقاً
للإحصائيات، فإن كل خامس مراجع لمستشفيات الأمراض النفسية يقصدها من جراء تعرضه
للضجيج.. أمّا حاسة السمع فهي الأكثر تضرراً من الضجيج.. ويُعتقد أنه من بين كل
مائة قروي يعاني من20-30 شخصاً من سوء السمع، أمّا هذا المعدل في المدن فيصل إلى
(5) خمسة أضعافه في الريف.
وهذا يؤدي إلى
انخفاض نسبة الاستيعاب الدراسي ومردود الراحة أثناء النوم وإلى الضجر والقلق
خصوصاً عند الأطفال فتزداد عصبيتهم.
وقد اخترع
الأطباء مصطلح (المرض الضجيجي) لوصف ودراسة التأثير الإجمالي للضجيج على الإنسان
وذكروا أن من أهم أعراضه الصداع، والقيئ والعصبية والقلق.. و في حالات ليست نادرة
نقص مؤقت لدرجة السمع.
وقد ازداد
بشكل ملفت للانتباه عددا لأمراض المهنية، وبشكل خاص خطر السكتات القلبية والدماغية
المبكّرة عند كبار السن وتسارع شيخوخة الجسم وكل هذا أدى لتراجع نوعي في جودة
الوسط الطبيعي المجاور ـ أي ظروف حياة الناس ـ ويعتقد الخبراء أن الصخب المرتفع في
المدن العملاقة يقصّر عمر البشر نحو 8 -12 سنة.