قال: لقد قال
لي في أول لقاءاتي به :( الشخصية الإنسانية مثل كتلة الجليد العائمة في البحار
القريبة من القطب لا يعلو منها فوق سطح البحر إلا جزء ضئيل، ويبقى معظمها مغموراً
بالماء، وكذلك الشعور يؤلف جزءاً ضئيلاً من العقل، أما الباقي وهو ما يُعرف
باللاشعور أو العقل الباطن فهو الجزء الأعظم، وليس ذلك فحسب بل إنه الجزء المهم من
العقل)
قلنا: ما ذكره
يحمل الكثير من المعاني الصحيحة، فما المستغرب فيه؟
قال: المستغرب
فيه أنه ادعى أن له المقدرة على الغوص في أعماق تلك البحار لاكتشاف تلك المناطق
المغمورة في البحار الجليدية.. لم يدع ذلك فقط على سبيل الإجمال، بل ادعاه على
سبيل التفصيل، فعمم ما توهمه على جميع جبال الجليد في العالم، بل في الكون جميعا.
قلنا: دعك من
التهكم، وحدثنا بما لقنك.
قال: لقد
علمني (سيدي المبجل فرويد !!) أن اللاشعور الشخصي هو محور السلوك الإنساني.. ثم
علمني أن هذا اللاشعور هو مجموعة العوامل النفسية والفسيولوجية غير المحسوسة التي
توثر في السلوك الإنساني..
وعندما سألته
عن التفسير، قال: في النفس الإنسانية ثلاث قوى.. لن تستطيع أن تفهم النفس إلا من
خلالها: الهو، والأنا، والأنا الأعلى.
سألته عن
(الهو)، فقال: هو كل موروث.. أو كل ما يظهر عند الميلاد.. أو كل ما هو مثبت في
الجبلّة.
سألته عن
(الأنا)، فذكر لي أنه المسيطر على الحركة الإرادية، والمكلف بحفظ الذات.