في البدء..
وبعدما بردت الارض وتكونت بحارها وجبالها وسهولها وغلافها الجوى واستعدت لاستقبال
الحياة عليها، وذلك بعد تعرضها خلال ملايين السنين للتطور من حال إلى حال([15]).
وكان أول ظهور
للحياة على الأرض فوق سطح الماء والمحيطات والمستنقعات وعلى شواطئ المسطحات
المائية التى تكونت عندها مادة الطين، حيث اختلط الماء بالتراب.
ومن عفن الطين
المنتن نشأت أبسط وأصغر أنواع الحياة التى نراها ممثلة في بعض أنواع البكتيريا
وبعض الكائنات وحيدة الخلية التى لم تتميز بعد على أنها نبات أو حيوان.
ومن هذا الأصل
المشترك لجميع الكائنات نبت فرعان من الخلايا المجهرية ـ أى التى لا ترى إلا
بواسطة المجاهر المكبرة ـ تولد من أحدهما النبات، ومن الآخر الحيوان.
أما فرع
الحلايا المكونة للنباتات، فسرعان ما استحدثت طريقة عجيبة لتركيب مادة الكلوروفيل
الخضراء في هيكلها لتكسب بها الطاقة من ضوء الشمس، وتستعين بها على استخلاص
الكربون من غاز ثانى أكسيد الكربون الموجود في الجو، ثم تحويله إلى مواد سكرية
ونشوية، وكان هذا بدء ممارسة عملية التمثيل الضوئى لنمو النبات.
ثم إن الخلايا
أخذت تحيط أجسامها الدقيقة بجدران من هذه المواد الكربونية في هيئة السليولوز،
وكانت تستعمل الطاقة التى تنبعث في أجسامها نتيجه التمثيل الضوئى داخل هذه الجدران
في التحرك.
ثم إن هذه
الخلايا كانت كائنات متناهية في الدقة تعيش في غير جلبة أو ضوضاء، ويأتيها
[15] انظر التفاصيل المرتبطة بهذا
وبهذه النظرية في (معجزات علمية) من هذه السلسلة، وقد نقلنا بعض الحوار الوارد
فيها إلى هذه الرسالة لاقتضاء المقام لذلك.