لوجوده،
من الطعام والشراب واللباس والسكن.. ﴿ وَما
جَعَلناهُمْ جَسداً لا يأكُلون الطَّعامَ ﴾ (الأنبياء:
8).
وهي تبين أن
التوافق في التكوين الطبيعي بين الإنسان والطبيعة تام ومتناسق، فكلّ ما يحتاجه
الإنسان لاستمرار الحياة متوفر في عالم الطبيعة ومتنام فيها.. ﴿
وَباركَ فيها وقدّرَ فيها أقواتَها في أربعةِ أيّام سواءً للسّائلينَ ﴾
(فصّلت: 10).. ﴿ جَعَلَ
لَكُمُ الأَرضَ ذَلولاً ﴾ (الملك: 15)
وهي تبين أن
كلّ ما في الأرض، من خيرات وطيّبات، حلال طيّب ومباح لكافة بني الإنسان، دون تفريق
أو تمييز، فحكمة الله، وعدله تقضيان بأن تتوفر لكلّ إنسان حاجته وحقّه المقرر له
في الحياة:﴿ يا أَيُّها النّاس كُلُوا مِمّا فِي الأَرضِ حَلالاً طَيِّباً ﴾
(البقرة: 168)
وقد استنكر
القرآن الكريم على هؤلاء المنحرفين موقفهم هذا من المتع الجسديّة، والطيّبات التي
أنعم الله بها على عباده، فقال:﴿ قُلْ مَنْ
حَرَّمَ زِينةَ اللهِ الَّتي أخرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزق ﴾
(الأعراف: 32)
واعتبر
الرهبانية بدعة خطيرة في الدين، ففي القرآن الكريم عند ذكر التحريف الذي حصل
للمسيحية:﴿ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا
بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ
الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا
كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا
حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ
مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ (الحديد:27)
قلت: لا أرى
أن الطين وحدها كافية لأن تحول من الإنسان إنسانا؟
قال: صدقت..
فالفطرة تدل على أن الإنسان أعمق من أن ينحصر في هذا القالب الطيني مع احترامنا
العظيم له.. وقد أخبرنا القرآن الكريم بهذه الحقيقة الفطرية، وأكدها لنا، بل بين
لنا