فرأيت وجه الكاهنة قد تغير، ثم قالت: لئن
صدقت رؤياك ليخرجن من صلبك رجل يملك المشرق والمغرب ويدين له الناس.
فقال عبد المطلب لأبي طالب: لعلك أن تكون
عم هذا المولود.
فكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث، والنبي (ص) قد خرج ويقول: كانت
الشجرة والله أبا القاسم الأمين([34]).
ومن تلك الرؤى التي سبقت مبعثه الشريف (ص) ما روي عن أم خالد
بنت خالد بن سعيد بن العاص قالت، قبيل مبعث النبي (ص): كان خالد بن سعيد بن العاص ذات
ليلة نائما فقال: رأيت كأنه قد غشيت مكة ظلمة عظيمة حتى لا يبصر امرؤ كفه، فبينما
هو كذلك إذ خرج نور من زمزم، ثم علا في السماء، فأضاء في البيت، ثم أضاءت مكة
كلها، ثم ضرب إلى نخل يثرب فأضاءها، حتى إني لأنظر إلى البسر في النخل، فاستيقظت،
فقصصتها على أخي عمرو بن سعيد، وكان جزل الرأي فقال: يا أخي إن هذا لأمر يكون في
بني عبد المطلب، ألا ترى أنه خرج من حفرة أبيهم.
قال خالد: فإنه لمما هداني الله للإسلام.
قالت أم خالد: فأول من أسلم ابني وذلك
أنه ذكر رؤياه لرسول الله (ص) قال يا خالد: أنا والله ذلك النور وأنا رسول الله.
فقص عليه ما بعثه الله به فأسلم خالد
وأسلم عمرو بعده ([35]).
ومما يروى من هذا عن حرام بن عثمان الأنصاري
قال: قدم أسعد بن زرارة من الشام تاجرا في أربعين رجلا من قومه، فرأى رؤيا أن آتيا
أتاه، فقال: إن نبيا يخرج بمكة يا أبا أمامة، فاتبعه، وآية ذلك أنكم تنزلون منزلا،
فيصاب أصحابك، فتنجو أنت، وفلان يطعن في عينه.
فنزلوا منزلا، فبيتهم فيه الطاعون،
فأصيبوا جميعا غير أبي أمامة، وصاحب له طعن في عينه([36]).
ومما يروى في هذا عن عمرو بن مرة الجهني قال:
خرجت حاجا في جماعة من