فذهبت
فأرضعت ثم رجعت إليهم فأوثقوها، فمر بهم رسول الله (ص) فقال: (أين صاحب هذه؟)،
قالوا: هوذا نحن يا رسول الله، قال: (تبيعونها؟)، فقالوا: هي لك يا رسول الله،
فقال: (خلوا عنها)، وأطلقوها، فذهبت، وهي تضرب برجلها فرحا وتقول: أشهد أن لا إله
إلا الله، وأنك رسول الله.
قال زيد بن أرقم: فأنا والله رأيتها تسبح في البرية وهي تقول: لا إله
إلا الله محمد رسول الله.
ومما يدخل في هذا الباب ما روي من تسبيح الأشياء
بين يديه:
وعن ابن عباس قال: قدم ملوك
حضرموت على رسول الله (ص) وفيهم الاشعث بن قيس، فقالوا إنا قد خبأنا لك خبأ فما هو؟ قال: (سبحان
الله إنما يفعل هذا الكاهن والكهانة في النار)، فقالوا: فكيف نعلم أنك رسول الله
عز وجل فأخذ رسول الله (ص) كفا من حصى، فقال: (هذا يشهد أني رسول الله)، فسبح الحصى في يده،
فقالوا: نشهد أنك رسول الله عز وجل([884]).
وعن ابن مسعود قال: كنا نأكل مع رسول الله (ص) فنسمع تسبيح الطعام، وهو يؤكل([885]).
وعن أنس أن رسول الله (ص) أتي بطعام ثريد، فقال: (إن هذا الطعام يسبح)، قالوا: يا رسول الله،
وتفقه تسبيحه، قال: (نعم)، ثم قال لرجل: (ادن هذه القصعة من هذا الرجل)، فأدناها
منه فقال: نعم، يا رسول الله، هذا الطعام يسبح فقال: (ادنها من آخر) وأدناها منه
فقال: هذا الطعام يسبح ثم قال: (ردها) فقال رجل: يا رسول الله، لو أمرت على القوم
جميعا، فقال: (لا إنها لو سكتت عند رجل لقالوا: من ذنب ردها)، فردها([886]).