responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 424
بأن يصلوا عليه، قال تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما﴾ (الأحزاب:56)

قام أجير بولس، وقال ببلاهته المعهودة: ها أنتم تشاركوننا في عبادة محمد.. أليست الصلاة نوعا من العبادة، بل من أهم أنواعها.

عبد القادر: نعم الصلاة على رسول الله (ص) عبادة، ولكنها عبادة لله، لا عبادة لمحمد.

قال رجل من الحاضرين: كيف ذلك؟

عبد القادر: لأنا نمارسها طاعة لله، واستجابة لأمره، إن الأمر فيها يشبه أمر الله للملائكة بالسجود لآدم ، فهل ترى الله في ذلك المحل أمرهم بعبادة آدم؟

سكت الرجل، فقال عبد القادر: أساس الإشكال الذي حصل لكم هو في كون لفظ الصلاة يطلق على معنيين:

أولهما العبادة المعروفة، والتي لا يتوجه بها إلا لله.

وثانيهما الدعاء والتبريك، ولهذا قال تعالى:﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (التوبة:103)

وقال تعالى في حق المنافقين:﴿ وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ﴾ (التوبة:84)

وقد ورد في الحديث: كان رسول الله (ص) إذا أتى بصدقة قال: (اللهم صل على آل فلان) ([837])، وعن جابر بن عبد الله قال: أتانا النبي (ص)، فقالت له امرأتي: يا رسول الله صل علي وعلى زوجي، فقال: (صلى الله عليك وعلى زوجك)([838])

فالصلاة في كل هذه المحال تعني طلب الرحمة والمغفرة والتقريب وغيرها من أفضال الله وبركاته.

الرجل:فرسولكم يحتاج إلى دعواتكم إذن؟

عبد القادر: لا أحد من الناس يستغني عن الدعوات.. ولكن مع ذلك، فحاجتنا إلى الصلاة عليه تفضل كل حاجة، لأننا بالصلاة عليه نذكره، وبذكره نتعرف عليه، وبالتعرف عليه نحبه، وبحبه نصل إليه، وبالوصول إليه ننال كل خير في الدنيا والآخرة.


[837] رواه البخاري ومسلم، وأبو داود والنسائي وابن ماجة.

[838] رواه ابن أبي شيبة.

نام کتاب : معجزات حسية نویسنده : د. نور الدين أبو لحية    جلد : 1  صفحه : 424
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست