وأول ذلك ما من الله به على أمه من أنها
لم تجد مشقة في حمله، بل إن الله تعالى بشرها بحمله، وبما له من شأن عظيم:
فقد ذكرت آمنة ـ أم رسول الله (ص) ـ أنها لما حملت
برسول الله (ص) كانت تقول: ما شعرت أني حملت به، ولا وجدت ثقله كما تجد النساء إلا
أنني أنكرت رفع حيضتي وربما ترفعني وتعود وأتاني آت وأنا بين النائم واليقظان فقال
لي: هل شعرت أنك حملت؟ فأقول: ما أدري فقال: إنك حملت بسيد هذه الأمة ونبيها وذلك
يوم الأثنين وآية ذلك أنه يخرج معه نور يملأ قصور بصرى من أرض الشام، فإذا وضع
فسميه محمدا.
قالت: فكان ذلك مما يقن عندي الحمل، ثم
أمهلني حتى إذا دنت ولادتي أتاني ذلك فقال قولي: (أعيذه بالواحد من شر كل حاسد)،
قالت: فكنت أقول ذلك، فذكرته لنسائي فقلن: تعلقي عليك حديدا وفي عضديك وفي عنقك([22])، ففعلت، فلم يكن
يترك علي إلا أياما، فأجده قد قطع، فكنت لا أتعلقه([23]).
وعن ابن عباس أن آمنة بنت وهب أم رسول
الله (ص)، قالت: (لقد علقت به
فما وجدت له مشقة حتى وضعته)([24])
وكانت آمنة بنت وهب أم رسول الله (ص) تحدث أنها أتيت حين
حملت برسول الله (ص) فقيل لها: إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع إلى الأرض فقولي:
أعيذه بالواحد، من شر كل حاسد، من كل بر عاهد وكل عبد رائد، يذود عنى ذائد، فإنه
عند الحميد الماجد، حتى أراه قد أتى المشاهد([25]).