الله فجاءت شجرة استأذنت تشق الارض حتى
غشيته، ثم رجعت إلى مكانها، فلما استيقظ ذكرت له ذلك، فقال: (هي شجرة استأذنت ربها
عز وجل أن تسلم علي فأذن لها([816])
ومن ذلك ما روي عن بريدة قال: جاء
أعرابي إلى رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله قد أسلمت فأرني شيئا أزداد به يقينا، قال: (ما
الذي تريد؟)، قال: ادع تلك الشجرة، فلتأتك، قال: (اذهب فادعها)، فأتاها الاعرابي،
فقال: أجيبي رسول الله (ص) فمالت على جانب من جوانبها، فقطعت عروقها، ثم مالت على الجانب الاخر
فقطعت عروقها حتى أتت رسول الله (ص) فقالت: السلام عليك يا رسول الله، فقالت:
(بم تشهدين، يا شجرة؟)، قالت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك عبد الله ورسوله، قال:
(صدقت)
فقال الاعرابي: حسبي حسبي، مرها فلترجع
إلى مكانها، فقال: (ارجعي إلى مكانك، وكوني كما كنت)، فرجعت إلى حفرتها، فجلست على
عروقها في الحفرة، فوقع كل عرق مكانه الذي كان فيه، ثم التأمت عليها الارض، فقال
الاعرابي: أتأذن لي يا رسول الله أن أقبل رأسك ورجليك، ففعل، ثم قال: أتأذن لي أن
أسجد لك؟ فقال: (لا يسجد أحد لأحد)([817])
ومن ذلك ما روي عن تنكيس الاصنام حين
أشار إليها (ص)،ومما روي في ذلك:
أن النبي (ص) لما دخل مكة وجد بها ثلثمائة
وستين صنما، فأشار إلى كل صنم بعصا، فقال:﴿ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ
إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقا﴾ (الاسراء: 81) ﴿ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ
الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ﴾ (سـبأ: 49)
فكان لا يشير إلى صنم إلا سقط من غير أن
يمسه بعصا([818]).
وفي رواية: دخل رسول الله (ص) يوم فتح مكة وحول
البيت ثلثمائة وستون صنما، فأخذ بقوسه، فجعل يهوي إلى صنم صنم وهو يهوي حتى مر
عليها كلها.
***
ما وصل عبد القادر من حديثه إلى هذا
الموضع حتى التف الجمع حوله يسألونه
[818] رواه البخاري ومسلم
عن ابن مسعود والامام أحمد وأبو نعيم والبيهقي عن ابن عباس وابن إسحاق والبيهقي عن
علي وأبو نعيم والبيهقي من طريق نافع عن ابن عمر.