وعن ابن جبير بن مطعم قال: رأيت قبل
هزيمة القوم، والناس يقتتلون، مثل البجاد الاسود مبثوث، حتى امتلا الوادي، فلم أشك
أنها الملائكة، فلم يكن إلا هزيمة القوم([744]).
وعن أبي واقد الليثي قال: إني لاتبع يوم
بدر رجلا من المشركين لاضربه فوقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي، فعرفت أن غيري قتله([745]).
وعن أبي دارة قال: حدثني رجل من قومي من
بني سعد بن بكر قال: إني لمنهزم يوم بدر إذ أبصرت رجلا بين يدي منهزما، فقلت:
ألحقه، فأستأنس به، فتدلى من جرف ولحقته، فإذا رأسه قد زايله ساقطا، وما رأيت قربه
أحدا([746]).
وقد كان هذا التنزل مبعث لرسول الله (ص)، فعن عطية بن قيس
قال: لما فرغ رسول الله (ص) من قتال بدر جاء جبريل على فرس أنثى أحمر، عليه درعه، ومعه رمحه،
فقال: يا محمد، إن الله بعثني إليك وأمرني ألا أفارقك حتى ترضى، هل رضيت؟ قال: (نعم،
رضيت، فانصرف)([747])
وعن جابر قال: كنا نصلي مع رسول الله (ص) في غزوة بدر إذ تبسم
في صلاته، فلما قضى صلاته قلنا: يا رسول الله رأيناك تبسمت، قال: (مر بي ميكائيل
وعلى جناحه أثر الغبار، وهو راجع من طلب القوم، فضحك إلي، فتبسمت إليه)([748])
وكما وعد المؤمنون بأن يمدوا بالملائكة،
وحصل ما وعدوا به، فقد وعد الشيطان أولياءه من المشركين بأن يمدهم بقوته، ولكنه
نكل وخالف.
فعن ابن عباس قال: أمد الله تعالى نبيه (ص) والمؤمنين بألف،
فكان جبريل في خمسمائة مجنبة، وميكائيل في خمسمائة مجنبة، وجاء إبليس في جند من
الشياطين معه رايته في صورة رجال من بني مدلج، والشيطان في صورة سراقة بن مالك بن
جعشم، فقال