وجنود السماء هم الملائكة الذين أمد الله
بهم رسوله عندما احتاج إلى مدد يمد به جنوده من الصحابة
ففي الحديث: لما كان في يوم بدر نظر رسول
الله (ص) إلى المشركين وهم
ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي الله (ص) القبلة، ثم مد يديه، فجعل يهتف،
بربه يقول: (اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتني ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه
العصابة من أهل الاسلام لاتعبد في الارض)، فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة
حتى سقط رداؤه عن منكبيه.. فأنزل الله تعالى:﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ
فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾
(لأنفال:9)، فأمده الله تعالى بالملائكة([731]).
وقد ذكر الكثير ممن حضر غزوة بدر
مشاهدتهم للملائكة ـ عليهم السلام ـ التي نزلت لتنصرهم، ومجموع هذه الروايات يفيد
القطع بنزولهم كما وعد الله تعالى:
فعن علي قال: بينما أنا أمتح من قليب بدر
جاءت ريح شديدة ما رأيت مثلها قط، ثم ذهبت، ثم جاءت ريح شديدة لم أر مثلها قط إلا
التي كانت قبلها، ثم جاءت ريح شديدة، قال: فكانت الريح الاولى جبريل (ص)، نزل في ألف من
الملائكة، وكانت الريح الثانية ميكائيل نزل في ألف من الملائكة عن يمين رسول الله (ص)، وكانت الثالثة
إسرافيل نزل في ألف من الملائكة عن ميسرة رسول الله (ص)، فلما هزم الله تعالى أعداءه
حملني رسول الله (ص) على فرسه، فجمزت بي، فلما جمزت خررت على عنقها فدعوت ربي فأمسكني،
[731] رواه ابن أبي شيبة
والامام أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي وغيرهم.