علي: لقد سبق هذه الآية
التي تقرر هذه الحقائق قوله تعالى:﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا
سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ
بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ
وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ
(28) وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ
جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29) ﴾(الأنبياء).. ثم جاءت هذه الآية.
الفلكي: فالآية ترد إذن على من
يقولون بأن لله ولدا؟
علي: أجل.. فهي ترد على
المسيحيين ومن يقول بقولهم.. وهي تخاطب في نفس الوقت المشركين الذي يعتقدون أن
هناك آلهة مع الله.. وهي تخاطب في نفس الوقت الملحدين الذين ينكرون الإله.
الفلكي: هذا إعجاز آخر للآية..
إن توجيه مثل هذا الخطاب للملحدين إعجاز عظيم..
علي: كيف ذلك؟
الفلكي: لذلك قصة طويلة..
سأختصرها لك اختصارا([17]).
قبل قرن مضى كان البحث
في بداية خلق الكون شيئا مهملاً لدى الفلكيين، والسبب في ذلك هو قبول أكثرهم لفكرة
كون الكون موجودا منذ زمن لا نهائي.
وهذه الفلسفة عاشت في
أشكال مختلفة خلال الأزمنة الرومانية، لكن في فترة الإمبراطورية الرومانية القريبة
والعصور الوسطى صارت المادية تنحدر نتيجة تأثير الكنيسة الكاثوليكية
[17]
اقتبسنا الكثير من المادة العلمية في هذا من كتاب (خلق الكون) لهارون يحيى.