تصور المنظمون أنه
يقصدهم.. فبدت علامات السرور على وجوههم.
لكنه أخرج المصحف الصغير
ـ الذي كان علي قد سلمه إياه ـ وقال: هذا المصحف هو أغلى تكريم.. وهو أغلى
هدية نلتها في حياتي.. ولو لم آت لبلادكم إلا لأجل هذا المصحف لكان ذلك كافيا.
لقد ظللت طول حياتي
أشتاق إلى أن أتعرف على ربي وخالقي وخالق الكون العظيم الذي أمتلئ إعجابا به
وتعظيما له.
ولكني لم أكن أتصور أن
بإمكاني أن أسمع هذا الخالق، وأن أتصل به، وأجلس بين يديه..
لقد كان ذلك حلما
بعيدا.. أبعدني كتابي المقدس عنه من أول يوم تناولته فيه.
لكن القرآن الكريم.. هذا
الكتاب العظيم حقق لي هذا الحلم.. وأنا الآن موقن تماما أن كل ما في هذا الكتاب
كلام الله.. لأنه يستحيل على أي عقل مهما بلغ ذكاؤه أن يصل إلى مثل الحقائق التي
قررها القرآن.
إن المعلومات المفصلة
التي ظلت البشرية طوال عمرها تبحث عنها بجهد لا يكل، وهمة لا تمل يلخصها هذا
الكتاب في كلمات قليلة، وفي جمل قصيرة.. وكأنه يتحداها جميعا..
سكت قليلا، ثم قال:
هو لا يتحدى.. الله أعظم من أن يتحدى أحدا.. ولكن كلام الله يدل على علم الله..
كلام الله يدل على دقة صنع الله..
لقد ظللت طيلة هذه
الأيام أقرأ القرآن الكريم، أبحث عن معلومة واحدة تتنافى مع ما تقوله الحقائق
العلمية.. فلم أجد.. بل وجدت العلم يلهث لا لشيء إلا ليقرر حقائق القرآن..