عالم الآثار: لقد شوقتني للاطلاع
على ما في القرآن من هذه المعارف الجليلة، فهل هناك غيرها؟
علي: القرآن الكريم مليئ
بمثل هذا.. وسأقرأ عليك الآن نبأ حضارة من الحضارات كان المشاغبون من سائر الأديان
يستهزئون بالقرآن الكريم لذكره لها بسبب عدم ورودها في الكتاب المقدس.
عالم الآثار: وما هذه الحضارة؟
علي: هي حضارة عاد([339])، وقد أخبر القرآن
الكريم أن قوم عاد بنوا مدينة اسمها (إرم) وصفها القرآن بأنها كانت مدينة عظيمة لا
نظير لها في تلك البلاد قال تعالى:﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ
(6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ
(8)﴾ (سورة الفجر).
وقد أخبر عن المكان الذي
توجد به هذه المدينة، فقال:﴿ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ
بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ
أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ
عَظِيمٍ﴾ (الاحقاف:21).
فقد حدد القرآن مكان قوم
عاد، وأنه في الأحقاف، والأحقاف جمع حقف، وهي الرمال، ولم يعيين القرآن موقعها،
إلا أن الإخباريين كانوا يقولون إن موقعها بين اليمن وعُمان..
[339]انظر:
مع الأنبياء، لعفيف طبارة. . من آيات الإعجاز في القرآن الكريم، الدكتور زغلول
النجار .. موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.