علي: بالإضافة إلى ما نهانا عنه ديننا من الإفساد في الأرض، والذي يعني النهي عن التلوث بجميع معانيه، فقد ورد النهي عن النهي عن الهواء القريب المحيط بالإنسان، والذي قد ينقل العدوى لغيره، فقد كان من هديه (ص) إذا عطس أن يغطي وجهه بيديه أو بثوبه ويغض بها صوته([296])، فهذا من حفظ الهواء من تلويث العطاس.

وكان (ص) يأمر المتثائب أن يكتم تثاؤبه، أو يضع يده على، وكان يقول:(إذا تثاءب أحدكم في الصلاة، فليكظم ما استطاع، فإن الشيطان يدخل) ([297])، ويقول:(العطاس من الله، والتثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه) ([298])، فهذا من حفظ الجسم من تسرب الهواء الملوث إليه، فكلا النصين يشيران إلى الحماية من التلوث، أما أحدهما، فيحمي الهواء، وأما الثاني، فيحمي الإنسان.

الطبيب: صدق نبيكم غاية الصدق، ومن العجيب تفريقه بين التثاؤب والعطاس، واعتباره العطس رحمة، وأمره بكتم التثاؤب.

علي: فما سر ذلك؟