حتى لو كان من المآكل
والمشارب ما دام يحمل ضررا على الصحة، فالقاعدة في هذا ما قاله (ص):(لا ضرر ولا ضرار)
الطبيب: فهل هناك غير هذا؟
علي: أجل.. وهو أول ما نبدأ
به في هذا القسم من علاج.
الطبيب: فما ذاك؟
علي: الأمراض التي تمتلئ
بها القلوب.. فلا ينهك البدن مثل أمراض القلوب، ولهذا ترى القرآن الكريم كثيرا ما
يحدثنا عن هذا النوع من الأمراض الخطيرة:
فقد اعتبر ما يحدث في
القلب من ظنون سيئة وأفكار رديئة مرضا، بل مرضا خطيرا، فقال تعالى:{ فِي قُلُوبِهِمْ
مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا
يَكْذِبُونَ}(البقرة:10)
وهذا المرض أخطر بكثير
من مرض الأجساد، لأن مرض القلب مرض للروح، ومرض الروح يمتد ليشمل كل وسائل
الإدراك، قال تعالى:{ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ
وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}(البقرة:7)
فإذا شغل وسائل الإدراك
وملأها ظلمة لم يجد معه أي علاج، فلهذا لا تنفعهم رقى القرآن الكريم التي ينتفع
بها جميع الناس، قال تعالى:{ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ
رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ}(التوبة:125)
الطبيب: صدق كتابكم.. فلا يضر
الصحة مثل الوساوس التي تمتلئ بها القلوب، ولو زرت عياداتنا لوجدت أن أكثر من
يأتينا موسوسون امتلأوا بالمخاوف، فسقتهم المخاوف من الأدواء