والشيطان خلق من النار،
وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ) ([263])
ولهذا سن لنا النبي (ص) أن نستعيذ بالله من
الشيطان الرجيم في هذه الحال، فعَنْ حذيفة قال: كنت جالسا مع النبي (ص) ورجلان يستبان، وأحدهما
قد احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال رَسُول اللَّهِ (ص):(إني لأعلم كلمة لو قالها
لذهب عَنْه ما يجد، لو قال أعوذ باللَّه مِنْ الشيطان الرجيم ذهب عَنْه ما يجد) ([264]).
فالشيطان يوسوس لكل
الناس، كما أن القطط تخالط جميع الناس، ولكن بعض الناس لهم استعدادات معينة
كالحساسية والصرع، فيصيبهما ما يصيب.
الطبيب: فأنت تقر أن للشيطان
دورا.
علي: صحيح.. وما كان لي أن
أخالف القرآن الكريم.. ولكن: أجبني إن حصلت الوساوس من الإنسان بأن كان هو المتسبب
في التخويف أو الغضب، فلماذا ننسب الصرع حينها للشيطان؟
الطبيب: ولكن القرآن الكريم ذكر
الشيطان.
علي: ولكن القرآن الكريم لم
يقصر الشيطان على إبليس، بل قال:{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً
شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ
الْقَوْلِ غُرُوراً ((الأنعام: 112)، وأمرنا بالاستعاذة منهم جميعا، فقال:{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
النَّاسِ((الناس:1)إلى قوله تعالى:{ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ((الناس:6)