قال الأول: صدق ابن حجر.. ولكن هل
ترى النصوص التي تخبر عن إعجاز القرآن تخص ذلك بالبلاغة أو النظم أو التنبؤ
بالأمور الغيبية.. أم أنها تطلق التحدي إطلاقا؟
قال الثاني: بل تطلقه إطلاقا..
فالله تعالى يقول:﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا
فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ
إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ (البقرة:23)
قال الأول: فهو يتحداهم بسورة من
مثله من غير أن يبين لهم أسرار الإعجاز التي تحتويها تلك السورة.
قال الثاني: ولكن هذا قد يفهم من
سياق الكلام.. فالقرآن يتحدى البلغاء الفصحاء.. وهذا يعني أنه يتحداهم في ميدانهم.
قال الأول: فأنت ترى أن هذه الآية
كانت خاصة بعصر النبوة، أو أنها كانت خاصة ببلاد العرب، ولا علاقة لها بسائر
الأقطار، وسائر الأزمنة؟
قال الثاني: بل لها علاقة بكل
ذلك..فالقرآن الكريم كتاب كل العصور.
قال الأول: فكيف نثبت لهم أنه من
عند الله؟
قال الثاني: بإخبارهم عن عجز الذين
تحداهم من جهة، أو أن نعرض عليهم نفس التحدي من جهة أخرى.