علي: إن تفضلت.. فإن القرآن
الكريم ذكر المراحل المختلفة التي يمر بها الجنين في مواضع مختلفة، فأرجو أن
تفسرها الي.
ألكسيس: يشرفني ذلك.. إن
كتابكم يملأ القلب بالعجب، والنفس بالأنس.
علي: فلنبدأ بالمرحلة
الأولى.. مرحلة النطفة، لقد قال الله تعالى فيها:﴿ خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ
نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} (النحل:4)، وقال:﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ
نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} (المؤمنون:13)، وقال:﴿ إِنَّا خَلَقْنَا
الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً
بَصِيراً} (الانسان:2)
ألكسيس: إن هذه الآيات تشير
إلى حقائق كثيرة.. فلنبدأ بالآية الأخيرة التي قرأتها.. أليست تقرر أن الجنين يخلق
من نطفة أبيه ونطفة أمه.
علي: أجل.. فكلمة أمشاج
تعني الأخلاط، وقد روي أن يهودياً مرّ بالنبي (ص) وهو يحدث أصحابه، فقالت قريش: يا
يهودي، إن هذا يزعم أنه نبي، فقال لأسألنّه عن شيء لا يعلمه إلا نبي فقال: يا محمد
مِمِّ يخلق الإنسان، فقال رسول الله (ص): (يا يهودي من كلٍ يخلق من نطفة
الرجل ومن نطفة المرأة)، فقال اليهودي هكذا كان يقول من كان قبلك (أي الأنبياء) ([167])
ألكسيس: إن ذكر هذا لعجيب..
لقد كان شائعاً إلى وقت قريب أن الجنين يخلق من ماء الرجل، ولا دور لماء المرأة في
عملية تكوين الجنين، وما رحم المرأة إلا كأرض خصبة قد هُيّئت