ألكسيس: أراك تقع في التناقض..
فهل قرآنكم هو الذي أوقعكم في هذا التناقض؟
علي: لم أقع في التناقض..
لقد نفيت علم الإنسان بنفسه، وهو ما أثبته الله، ولكني لم أنف تعليم الله لنا
حقيقة أنفسنا، وحقيقة وظيفتنا.. بل أعطانا الكثير من المعارف عنا.. والتي لن تتمكن
عقولنا البسيطة من معرفتها.
إن مثل ذلك مثل أجير
استأجر على عمل.. فهل ترى صاحب العمل يقصر في تعريف الأجير حقيقة وظيفته، ونوع
أجره، ومدة عمله..
ألكسيس: لا.. بل سيشرح له ذلك
بالتفصيل.
علي: فإذا صادفت العامل في عمله
بعض العقبات مما يتعلق بشؤون العمل.. فهل سيستدعي صاحب العمل ليفك له تلك العقبة..
أم يفكها بنفسه وخبرته؟
ألكسيس: ذلك يختلف.. فإن كان
لتلك العقبة علاقة بصاحب العمل طلب الاستيضاح منه، وأما إن لم تكن له علاقة بذلك
اجتهد رأيه.
علي: فهذا ما عبر عنه
القرآن الكريم بالخلافة.. وهذه هي حقيقة وظيفة الإنسان.. فالإنسان مخلوق متفرد عن
الكثير ممن حوله.. هذا ما نص عليه القرآن الكريم في تلك الآيات التي كنت أقرؤها..
ولذلك سخر له الكون، ولذلك علم من علوم الكون ما علم، لقد قال تعالى:﴿ وَلَقَدْ
كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ
مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}
(الاسراء:7.)، وقال:﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}
(التين:4)