وقد ثبت أن بيت العنكبوت
لا يجير آويًا، ولا يريح ثاويًا؛ لأنه بيت لا طمأنينة فيه، لا لأصحابه، ولا
لزواره؛ لأنه بيت لم يعَدَّ في الأصل للسكن؛ وإنما أُعدَِّ ليكون مصيدة، يقع في حبائله
اللزجة كل من فكر بزيارته من الحشرات الطائرة المخدوعة.
بالإضافة إلى هذا.. فليس
في بيت العناكب أي أمن، فالعنكبوت يأكل بعضه البعض. إذا ما وضعت عنكبوتين في قفص،
فسيأكل واحد منهما الآخر.
سار علي وحذيفة إلى محل
خصص للنمل وأنواعه، فحذيفة: لقد ذكر الله تعالى النمل، فقال:﴿
حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا
النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ
وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} (النمل:18)
علي: في هذه
الآية إشارة علمية لم تكن معروفة في الزمن الذي نزل فيه القرآن الكريم، فقد ذكر
الله تعالى أن النملة لدى تعرضها لأي ضغط تتحطم، كما قال تعالى على لسان النملة ﴿
لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ﴾
حذيفة: أنا لا أزال تعجب من
ذلك، وأحتار في استعمال القرآن الكريم هذه الكلمة.
علي: إن كلمة (يَحْطِمَنَّكُمْ)
دقيقة جداً من الناحية العلمية، ولم يكن ـ في زمن نزول القرآن ـ لأحد قدرة على
دراسة تركيب جسم النملة أو معرفة أي معلومات عنه.
ولكن وبعد دراسات كثيرة
تأكد العلماء أن للنمل هيكلا عظميا خارجيا صلبا جداً يسمى exoskeleton،
وقد اكتشفوا أن جسم النملة مغلف بغلاف صلب جداً قابل للتحطم، أي ليس له