كان في تلك الحديقة قسم
خاص بالحشرات، سار علي وحذيفة إليه، وسرنا نتبعهما، ونتنصت عليهما.
حذيفة: لقد قرأت في القرآن
الكريم اهتمامه بهذا العالم.. عالم الحشرات والأحياء الدقيقة.. وقد كان ذلك محل
استغراب من المشركين، حتى رد عليهم الله تعالى بقوله:﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا
يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا
الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا
الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ
بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ
(26)﴾(البقرة)
علي: هذا يدلك على الواقع
الجاهل الذي نزل فيه القرآن الكريم، والمنهج العلمي الذي جاء به.
حذيفة: ما مرادك بالمنهج
العلمي في هذا المحل؟
علي: المنهج العلمي يقتضي
عدم احتقار أي معلومة مهما دقت أو جلت.. فقد يستنتج من تلك المعلومة المحتقرة من
الحقائق ما لا يمكن التوصل إليه دونها.
سأضرب لك مثالا يبسط لك
هذا..
لقد رأى نيوتن التفاحة
تسقط كما رآها الملايين بل الملايير من البشر.. ولكن نيوتن استطاع ان يؤسس من
سقوطها معلومات كثيرة لم يؤسسها غيره.. أتدري سر ذلك؟