قال: أن يذكر هؤلاء الخبراء
أنه لا صحة لما يزعمه من يرى أن في القرآن إعجازا علميا.
قلت: فهو خلاف داخلي إذن
بينهم؟
قال: أجل.. ما أجمل هذا
النوع من الخلاف.. إنه السبيل الوحيد لنصرة الحقيقة التي نؤمن بها.
قلت: وما دوري أنا بالضبط
في ذلك المؤتمر.. هل كلفتموني بإلقاء محاضرة فيه؟
قال: لا.. لم نكلفك إلا
بدورين بسيطين، ولكنهما عميقين:
أما أحدهما.. فبسيط جدا
لا يعدو استعمال أذنيك لتسمع كل ما يقال.. ثم تعود لنا بتقارير عما سمعت.. وإن
رأيت أي بحث له قيمة علمية أو عملية، مثل البحوث التي أسمعتك إياها، فتقرب من
صاحبه.. وأعطه ما شاء من الأموال لينشر بحثه، وليستمر في بحثه.
نحن نثق فيك.. ولذلك
سنضع لك ميزانية خاصة.. اصرف منها ما تشاء.. فما تفعله لا يقل عما يفعله أي مبشر
في الأدغال، أو على رؤوس الجبال.
قلت: والثاني؟
قال: هو دور مهم، ولعله أهم
من الأول.. وهو يحتاج إلى يقظة عظيمة، فالخبراء الذين سيذهبون إلى المؤتمر من
بلادنا، وهم من خيرة علماء بلادنا، ونحن نخشى أن يندس إليهم بعض أولئك الذين
ينعقون بإعجاز القرآن.. فينحرفون بهم.. ويؤلبوهم علينا، كما حصل للكثيرين قبلهم.