وقد أيد هذا العلامة
الجليل فتواه بأنه كان من جملة الناس الذين شاهدوا بعيونهم وأبصارهم سير الشمس
وجريانها في مطالعها ومغاربها قبل أن يذهب نور عينيه، وهو دون العشرين.
واستدل لها بأنه لو كانت
الشمس ثابتة لما كان هناك فصول أربعة، ولكان الزمان في كل بلد واحد لا يختلف.
وقد نصَّ في كتابه هذا
على (أن كثيراً من مدرسي علوم الفلك ذهبوا إلى القول بثبوت الشمس ودوران الأرض،
وهذا كفرٌ وضلال وتكذيبٌ للكتاب والسنة وأقوال السلف ،وقد اجتمع في هذا الأمر
العظيم النقل والفطرة وشاهد العيان فكيف لا يكون مثل هذا كافراً)
وقد حاجَّهم بقوله:(لو
أن الأرض تتحرك لكان يجب أن يبقى الإنسان على مكانه لا يمكنه الوصول إلى حيث يريد،
لذلك فالقول بهذه المعلومات الطبيعية وتدريسها للتلاميذ على أنها حقائق ثابتة يؤدي
إلى أن يتذرع بها أولئك التلاميذ على الإلحاد حتى أصبح كثير من المسلمين يعتقدون
أن مثل هذا الأمر من المسلمات العلمية)
واستدل لهذا بأنَّه (لو
كانت الأرض تدور كما يزعمون لكانت البلدان والأشجار والأنهار لا قرار لها، ولشاهد
الناس البلدان المغربية في المشرق والبلدان المشرقية في المغرب، ولتغيرت القبلة
على الناس، لأن دوران الأرض يقتضي تغيير الجهات بالنسبة للبلدان والقارات هذا إلى
أنه لو كانت الأرض تدور فعلاً لأحسَّ الناس بحركة كما يحسون بحركة الباخرة
والطائرة وغيرها من المركوبات الضخمة)