قال: المؤمن ينظر إلى الكون
من خلال أسماء الله وتدبيرات الله، فلذلك يتجدد كل حين في نظره..
لا تحسب أن ما أراه الآن
جديد علي.. هذه المناظر وغيرها تمتلئ بها الأرض.. بل يمتلئ بها الكون.. فالكون كله
يصيح معرفا بربه، داعيا إلى التوجه إليه.
أترى ذلك الماء.. أو تلك
الأوراق.. أو تلك العنادل المغردة.. كل واحد منها حرف من الحروف تتشكل منه معارف
عميقة توصلنا إلى حقائق الأزل.
قلت: هنيئا لك سيدي هذا
الإيمان العظيم .. فقلما نجد من يتحدث بمثل هذه الأحاديث في هذا الزمان .. من أي
البلاد أنت؟ .. وما اسمك؟
ابتسم، وقال: أما
البلاد .. فقد كنت أسكن أصغر دولة في الدنيا.. ولكني رحلت عنها لأسكن الكون جميعا.
تعجبت من كلامه هذا، وقلت:
الذي أعرفه أن أصغر دولة في الدنيا هي الفاتيكان.. ولا أحسبك منها .. فتلك دولة
المسيحيين والكاثوليك خصوصا.. ولا يسكنها في العادة إلا رجال الدين المسيحي ..
وشتان بينك وبينهم..
قال: ولم؟
قلت: أنت مسلم وهم مسيحيون.
قال: ألا يمكن أن يتحول
المسيحي إلى مسلم .. أم أن من يسكن الفاتيكان يختم على قلبه .. فلا يرى شمس محمد (ص) التي تشرفت بطلعتها كل
الكائنات؟